18‏/01‏/2012

بروتوكولات حكماء صهيون (1)

إخوانى وأخواتى الأعزاء، لقد تراءى لى فى هذا الوقت الحرج من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية أنه من الضرورى أن أبين لكم بعض الحقائق الهامة والتى تؤكدها الأحداث القائمة الآن فى الوطن العربى الكبير، أن هناك أصابع خفية تلعب بأمن العالم واستقراره وتحيك له المؤامرات لإيقاعه فى قبضة اليهود، الذين ما فتئوا يشعلون نيران الحروب والفتن والقلاقل منذ ظهورهم وإلى يومنا هذا، ولقد رأيت أنه من واجبى الدينى والوطنى والقومى والإنسانى أن أكشف اللثام عن كتاب هو من أخطر الكتب التى ظهرت للعالم فى تاريخه الحديث وهو كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" تلك البروتوكولات التى سُرَّْْبت من مؤتمرهم السرى في مدينة بال بسويسرة سنة 1897 برياسة زعيمهم "هرتزل"، والتى تعكس خبث نواياهم وفساد طويتهم تجاه العالم وما يضمرون لأهله من شرور بفكر شيطانى خالص، وقد سردت لهذا الكتاب دروساً متوالية فى حلقات متصلة، حتى لا يصاب القارئ بالملل وفى ذات الوقت يصل إليه المعنى المرغوب.

بروتوكولات حكماء صهيون (1)
خطر اليهود:
·         تلعب أصابع اليهود دوراً فاعلاً فى إثارة القلاقل والفتن فى كل أنحاء العالم بل قد لا أبالغ إن قلت أنهم هم المحركون الأساسيون لكل الفتن والقلاقل التى تواجه العالم، ذلك لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار وأن باقى الأمم ماهم إلا بهائم سخرها لهم إلههم (الذى يسمونه إله الجنود "ياهوه") لابد أن يسيروها كالقطعان لخدمتهم وإرغامهم على ذلك بكل الأساليب الممكنة أياً كانت خستها فهم يسيرون على المبدأ الميكافيلى القائل "الغاية تبرر الوسيلة"، فهم لا يتورعون على إستخدام أى وسيلة مهما كانت حقارتها للوصول إلى غايتهم فى استعباد وإخضاع العالم كله لهم.
·         ولو توهمنا أن مجمعاً من أعتى الأبالسة الأشرار قد انعقد ليتبارى أفراده أو طوائفه منفردين أو متعاونين في ابتكار أجرم خطة لتدمير العالم واستعباده، اذن لما تفتق عقل أشد هؤلاء الأبالسة اجراماً وخسة وعنفاً عن مؤامرة شر من هذه المؤامرة التي تمخض عنها المؤتمر الأول لحكماء صهيون سنة 1897، وفيه درس المؤتمرون خطة إجرامية لتمكين اليهود من السيطرة على العالم، وقد فضحت نواياهم البروتوكولات المسربة التى تمخضت عن ذلك المؤتمر.
·         إن هذه البروتوكولات لتنضح بل تفيض بالحقد والاحتكار والنقمة على العالم أجمع، وتكشف عن فطنة حكماء صهيون إلى ما يمكن أن تنطوي عليه النفس البشرية من خسة وقسوة ولؤم، كما يكشف عن معرفتهم الواسعة بالطرق التي يستطاع بها استغلال نزعاتها الشريرة العارمة، لمصلحة اليهود وتمكينهم من السيطرة على البشر جميعاً، بل يكشف عن الوسائل الناجحة التي أعدها اليهود للوصول إلى هذه الغاية.
·         هذه البروتوكولات توقف أمامنا النفس البشرية على مسرح الحياة اليومية الأرضية مفضوحة كل معايبها، عارية من كل ملابسها التي نسجتها الانسانية في تطورها من الوحشية إلى المدنية لتستر بها عوراتها، وتلطفت بها من حدة نزعاتها، وتتسامى بها إلى أفق مهذب.
·         أن هذه الملابس أو الضوابط كالأديان والشرائع والقوانين والعادات الكريمة قد استطاعت خلال تطورات التاريخ أن تخفي كثيراً من ميول النفس السيئة، وتعطل كثيراً منها ومن آثارها. ولكن حكماء صهيون ها قد هتكوا كل هذه الملابس وانكروا كل هذه الضوابط، وفضحوا أمامنا الطبيعة البشرية، حتى ليحس الانسان، ـ وهو يتأملها في هذا الكتاب ـ بالغثيان، والاشمئزاز والدوار، ويود لو يغمض عينيه، أو يلوي وجهه، أو يفر بنفسه هرباً من النظر الى بشاعاتها، وبينما هم يبرزون الجوانب الشريرة في الطبيعة البشرية يخبئون النواحي الخيرة منها، أو يهملونها من حسابهم، فيخطئون. وهنا تظهر مواضع الضعف في نظرياتهم وما يرتبون عليها من خطط، فيصدق عليهم ما شنع به شاعرنا أبو نواس على "النظام" الفيلسوف المتكلم، فقال يوبخه:
"فقل لمن يدعي في العلم فلسفة                               حفظت شيئاً، وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو ان كنت أمرءاً حرجاً                           فإن  حظركه في الدين ازراء"
وهم لا يخطئون غالباً الا مغرضين، وذلك عندما تعميهم اللهفة والحرص الطائش على تحقيق اهدافهم قبل الأوان، أو يفيض في نفوسهم الحقد العريق الذي يمد لهم مداً في اليأس من كل خير في الضمير البشري، فيتساهلون مضطرين في اختيار الأسس والوسائل القوية لهذه الغايات، وندر ما نظروا إلى شيء الا وعيونهم مكحولة بل مغشاة بالأهواء الجامحة، ولذلك قلما تسلم لهم خطة تامة إلى أمد بعيد.